العودة الى جميع البيانات الصحفية

زيارة باراك اوباما الى الأردن

22 آذار 2013
زيارة باراك اوباما الى الأردن

عمان - أجرى جلالة الملك عبدالله الثاني والرئيس الأمريكي باراك أوباما مباحثات في عمان الجمعة ركزت على علاقات التعاون الثنائي الأردني الأمريكي، وتطورات الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط.

وأكد الزعيمان، خلال جلسة مباحثات ثنائية حضرها سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، تبعها اجتماع موسع حضره كبار المسؤولين في الجانبين، الحرص على تطوير علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، مشيرين إلى فرص الارتقاء بها في مختلف المجالات بما يحقق مصالحهما المشتركة.كما بحث جلالته مع الرئيس أوباما جهود تحقيق السلام الشامل والعادل والدائم استنادا إلى حل الدولتين الذي يشكل السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتداعيات الأزمة السورية، والأعباء الكبيرة التي يتحملها الأردن جراء استضافته أعدادا متزايدة من اللاجئين السوريين.
وفي مؤتمر صحفي لجلالة الملك والرئيس أوباما بعد المباحثات، أعرب جلالته عن ترحيبه والشعب الأردني بالرئيس الأميركي والوفد المرافق، وقال : "إنني أتذكر زيارتك قبل عدة أعوام عندما كنت عضوا في مجلس الشيوخ والان أنا سعيد بالترحيب بك مجددا بالأردن كرئيس للولايات المتحدة الأميركية".

وأعرب جلالته عن ارتياحه للمحادثات المثمرة جدا، "والتي عقدناها اليوم وسيكون لها أثر كبير لتطوير علاقات الشراكة التاريخية والاستراتيجية بيننا".وقال جلالته "إنك صديق منذ فترة طويلة للأردن، وكذلك الولايات المتحدة على مدى عقود خلت".
وعبر جلالته عن تقديره وامتنانه للرئيس الأميركي والإدارة الأميركية ومجلس الشيوخ الأميركي والشعب الأميركي على الدعم المستمر للأردن خلال السنوات الماضية، "والتي ساعدتنا للوصول إلى ما وصلنا اليه الآن، ونأمل أن نستمر في العمل للتعزيز أهدافنا المشتركة، وفي التنمية، والأمن والسلام الإقليمي".وقال جلالته إنه تم خلال المباحثات مناقشة الوضع في سوريا، "وقد اعربنا عن قلقنا العميق للخسارة في الأرواح ودموية الصراع هناك، كما أننا قلقون من مخاطر الصراع الطائفي، والذي اذا استمر سيقود إلى شرذمة سوريا وتداعيات ذلك خطيرة على المنطقة لأجيال قادمة، ولذلك فإن من المهم أن يكون هناك انتقال سياسي شامل ينهي الصراع، ويوقف التهديدات الناتجة عنه.وأضاف جلالته ان هناك حاجة ملحة أن يقوم المجتمع الدولي بالمساعدة في تقديم الخدمات الإنسانية، والتعامل مع التحديات التي تواجهنا كدول مجاورة لسوريا، ولا يجب أن يختصر الأمر على النظر في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري داخل سوريا، ولكن أيضا لمساعدة أولئك الذين فروا بسبب الصراع.

وفي هذ الصدد قال جلالته إن الأردن يستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين والذي تجاوز عددهم 460 الف سوري، وهذا يمثل 10 بالمئة من عدد سكان الأردن، واذا استمر الحال عما هو عليه فإن هذا الرقم سيتضاعف في نهاية العام.وبين جلالته ان ذلك يعادل دخول 30 مليون لاجئ إلى الولايات المتحدة مع إمكانية أن يرتفع إلى 60 مليون في نهاية العام، "وعلينا أن نتذكر أن مخيم الزعتري شمالي الأردن يشكل اليوم ما يمكن وصفه بأنه خامس أكبر تجمع سكاني في الأردن".واوضح جلالته أن هذا الأمر أضاف أعباء اقتصادية ومالية بسبب أعداد اللاجئين المتزايدة، وشكل ضغطا على الاقتصاد، الذي يعاني أساسا من ضغوطات هائلة في منطقة مضطربة.وقال جلالته إننا ممتنون للدعم والمساعدات الأميركية لنا في تحمل هذه المسؤولية الكبيرة، ونحن مستمرون في الطلب من المجتمع الدولي لتقديم مساعدات أكبر لمواجهة هذه المأساة الإنسانية.

وأضاف جلالته إنه تم خلال المباحثات مع الرئيس أوباما الحديث حول عملية السلام، "ونحن مرتاحون للرؤية والعمق الذي أبداه الرئيس خلال زيارته الحالية ولقاءاته مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.وقال جلالته "لقد أعدت التأكيد على التزام الأردن بعملية السلام والأهمية القصوى لقيادة الولايات المتحدة لجهود استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية على أساس حل الدولتين، حيث لا يوجد بديل لهذا الأمر ويبقى حل الدولتين الحل الوحيد الممكن للمضي قدما".وأضاف جلالته "اذا ما نظرنا إلى ازدياد حدة الراديكالية والتطرف في سوريا مع الجمود في عملية السلام، فإن هناك خطرا كبيرا يتهدد منطقتنا غير المستقرة أساسا".وأضاف جلالته "أنني على قناعة بوجود فرصة لتحقيق دفعة قوية لاستئناف المفاوضات حول قضايا الوضع النهائي، لكن هذه الفرصة أخذت بالانغلاق خصوصا بسبب ازدياد نشاطات الاستيطان الإسرائيلي".
وقال جلالته "لقد كان هناك فرصة خلال المباحثات بقيام رئيس الوزراء المكلف الدكتور عبدالله النسور بتقديم عرض حول نموذج الإصلاح الأردني النابع من الداخل، وخارطة الطريق لتحقيق لذلك.. وإننا على قناعة بأن لدينا نموذجا إصلاحيا وصولا إلى تطبيق نهج الحكومات البرلمانية مع وجود مقومات، ومعالم أساسية مبنية على وجود مؤسسات ديمقراطية قوية، وبرلمان قوي، ومحكمة دستورية جديدة، كما أن لدينا هيئة مستقلة للانتخاب".وأضاف جلالته "نحن ننظر للأردن كنموذج للتطور والتحديث التدريجي المبني على اعلى درجات الإجماع والسلمية بما يضمن حماية التعددية، والانفتاح، والتسامح، والاعتدال، والوحدة، وهذا الأمر سيضمن حماية الحريات المدنية والحقوق السياسية للجميع، وبالتالي تشجيع المشاركة في صنع القرار".وقال اننا نتطلع لقيام رئيس الوزراء المكلف بتشكيل حكومته البرلمانية، ومن المؤمل أن يتم ذلك خلال الأسبوعين القادمين، بناء على مشاوراته مع البرلمان، والتي هي امتداد لذات عملية التشاور التي قادت إلى تكليفه كنتيجة لحصوله على الرقم الأعلى من ترشيحات النواب". وعبر جلالته عن فخره بما تحقق من إنجاز، ألا أنه قال إن هناك الكثير من العمل الذي ينتظرنا، وهذا هو النموذج الأردني الذي يشكل النهج الثالث في الشرق الأوسط.

وقال جلالته "إننا في الأردن ننظر الآن إلى الصيف العربي، والذي يعني أن نمضي قدما في العمل وتحقيق الإصلاح، وسيكون هناك الكثير من الصعوبات، لكن لدي القناعة الراسخة بأننا سنمضي إلى مستقبل أفضل".
من جانبه عبر الرئيس أوباما خلال المؤتمر الصحفي، عن شكره لجلالة الملك على حفاوة الاستقبال، وقال "إنه من دواعي سعادتي أن أكون مرة أخرى في الأردن، وأنا ممتن لصديقي العزيز جلالة الملك على هذا الأمر، كما أشكر جلالته لكلماته الجميلة تجاهنا، والشكر للشعب الأردني على كرم الضيافة، والتي أتذكرها منذ أن زرت الأردن أول مرة عندما كنت عضوا في مجلس الشيوخ".وأضاف "من الأشياء التي أتذكرها دائما عندما أتيت لأول مرة قام جلالة الملك شخصيا بإيصالي إلى المطار، وأنا اليوم ممتن على حفاوة الترحيب الذي استقبلتمونا به".وقال الرئيس أوباما إن سبب وجودي هنا أن الأردن هو حليف نقدره بشكل كبير في الولايات المتحدة وأنه صديق تربطنا به علاقات مميزة، وتمتد هذه العلاقات منذ السنوات الأولى لعهد الملك عبدالله الأول الذي دفع حياته ثمنا لاحراز السلام.

وأضاف "أن شراكتنا اليوم في قطاعات التنمية، والتعليم، والصحة، والعلوم والتكنولوجيا، قد تطورت بشكل كبير لما فيه مصلحة شعبينا، كما أن تعاوننا في المجالات الأمنية يساعد على أن ينعم الشعبان بالأمن بعيدا عن الإرهاب".وقال الرئيس أوباما "إنني ممتن لجلالة الملك الذي هو كوالده يعمل دائما من أجل السلام قولا وعملا، كما أن جلالته عمل بقوة لتطوير العلاقات بين بلدينا، وهذا هو السبب لكونه أول رئيس عربي أرحب به في واشنطن عندما أصبحت رئيسا.. كما إنني أقدر عاليا العمل الذي قمنا به معا للتعامل مع الكثير من التحديات، لذا جئت إلى الأردن للبناء على قاعدة قوية بالأساس، ولتعميق علاقات التعاون الاستثنائية بين البلدين".وأوضح "أن لقاءنا اليوم شكل فرصة للاستماع حول الإصلاحات السياسية التي جرت في الأردن، وأود أن أعرب عن تقديري للشعب الأردني، وأبارك له بالانتخابات البرلمانية، التي جرت هذا العام، والتي تشكل خطوة إيجابية نحو عملية سياسية جامعة، وذات مصداقية وشفافة، وأنا اقدر ما قاله جلالته حول الحكومات البرلمانية، والتي تستجيب لتطلعات الشعب الأردني، وأرحب بالتزامه بأن يكون هناك دور أكبر للمواطنين في بناء المستقبل وصنع القرار".وتابع الرئيس أوباما "أنه وفي الوقت الذي تمر به المنطقة بالكثير من التغيرات، فإن جلالة الملك عمل على توفير فرصة رائعة للأردن لإظهار نموذجه للإصلاح، المستند إلى تطوير الحياة الحزبية، وتعزيز مبادئ الحاكمية الرشيدة، والشفافية".
ووصف الرئيس أوباما جلالة الملك بأنه يقود وبقوة جهود الإصلاح، "وأنا أؤكد لكم بأن الولايات المتحدة ستستمر بالعمل معكم، ومع رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور لدعم جهودكم في بناء العملية الإصلاحية".وقال "إننا ناقشنا أهمية أن يكون هناك تقدم في المجال الاقتصادي، إلى جانب المجال السياسي، فالحكومة الأردنية تعمل بقوة على التعامل مع تحديات الموازنة، وأنا على قناعة بأن جلالته عبر بوضوح اليوم عن الضغوطات الاقتصادية الهائلة التي يعيشها الأردن".وأضاف أنه يدرك أن تحقيق الإصلاحات الاقتصادية أمر صعب، ولكنه أساسي لإدامة النمو وإيجاد الفرص التي تساعد الشعب الأردني على تحقيق أحلامه .. ولذا تعمل الإدارة الأميركية مع الكونغرس لتقديم ضمانات قروض للأردن هذا العام، والعمل معا، بما يسهم تطوير خدمات التعليم، والطرق، والرعاية الصحية، وإيجاد الفرص.

وبخصوص تحقيق السلام في المنطقة عبر الرئيس أوباما، عن قناعته، وكما ذكر في خطابه بالأمس، ان هناك خطوات على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي القيام بها لبناء الثقة، والمضي قدما على طريق المفاوضات، وهذا الأمر سيكون جيدا للجانبين.وقال في هذا السياق "أنا ممتن للاستعداد الكبير الذي أبداه جلالة الملك لدعم جهود السلام، وكما هو الحال في الماضي والحاضر، فإن دور جلالته والأردن أساسي لتحقيق التقدم والوصول إلى سلام عادل دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وقال الرئيس الأميركي، إنه تم خلال مباحثاته مع جلالة الملك مناقشة الوضع في سوريا، "وأود هنا أن أشيد بقيادة جلالة الملك وبالشعب الأردني على تعاطفهم مع ما يعانيه جيرانهم السوريون في هذه الظروف الصعبة".وزاد "لقد كان جلالة الملك أول زعيم عربي يدعو الرئيس بشار الأسد علنا للتنحي بسبب العنف الفظيع الذي يمارس ضد الشعب السوري، كما يلعب الأردن دورا قياديا لتحقيق تحول سياسي شامل في سوريا".وأوضح "نحن ندرك القلق الأردني من أن يمتد العنف في سوريا إلى خارجها، لذلك فأنا أود أن أستثمر هذه الفرصة لأقول وبكل وضوح بأن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن الأردن".
وعبر الرئيس أوباما عن تقديره لكرم ضيافة الشعب الأردني تجاه اللاجئين السوريين، إلا أنه قال "إن هذا يشكل عبئا كبيرا، وعلى المجتمع الدولي أن يزيد مساعداته لتمكين الأردن من تحمل هذا العبء".وأكد أن الولايات المتحدة ستقوم بدورها في هذا الجانب باعتبارها أكبر المانحين للمساعدات الإنسانية للشعب السوري.

واعلن الرئيس الأميركي أن إدارته وبالتعاون مع الكونغرس ستقدم للأردن دعما إضافيا للموازنة العامة للدولة يقدر بـ 200 مليون دولار هذا العام، وذلك لمساعدته للتعامل مع أزمة اللاجئين السوريين، كما أن ذلك سيمكن الأردن من تقديم خدمات افضل للأطفال، واللاجئين السوريين.
وعبر الرئيس أوباما، عن تقديره الكبير لمستوى الشراكة المتميزة التي وصل إليها الأردن والولايات المتحدة، وقال "أود أن أشكرك يا جلالة الملك شخصيا، والشعب الأردني على صداقتكم، وحسن ضيافتكم، وكما قمت في المرة الماضية بزيارة جبل القلعة، فأني أتطلع إلى زيارة مدينة البترا الوردية الأثرية غدا".
وردا على سؤال خلال المؤتمر الصحفي عن مدى استمرار الأردن بفتح الحدود للاجئين السوريين في ظل استمرار أعمال العنف وبقاء الاحتمالات مفتوحة، وما يتبع ذلك من تدفق الآلاف منهم، قال جلالة الملك إن مشكلة اللاجئين أنها في النهاية قضية إنسانية يجب التعامل معها، "وما أعنيه كيف يمكن إعادة نساء وأطفال وجرحى إلى بلادهم، وهذا امر لا يمكن أن نفعله، وهذه ليست طريقة الأردنيين، فنحن فتحنا تاريخيا أيدينا وقت الحاجة إلى العديد من جيراننا على مدى عدة عقود، ولذلك هذا يعد تحديا لا يمكن تجاهله".
وأضاف جلالته "ان الأردن كان دائما ملاذا آمنا للناس عبر عقود طويلة، ولسوء الحظ من وجهة النظر هذه، فإن اللاجئين سيواصلون التدفق إلى الأردن، وسنواصل نحن بكل الطرق رعايتهم بأفضل ما نستطيع".ولفت جلالته إلى أنه من الواضح أن المشكلة تشكل عبئا على الأردن، "ونحن نحاول السيطرة عليها قدر الإمكان، والأرقام الأخيرة تشير إلى أن تكلفة رعاية اللاجئين السوريين تصل الى 550 مليون دولار في العام، لكن اذا تضاعفت أعدادهم كما نعتقد مع نهاية العام، فمن الواضح أننا نتكلم عن مليار دولار، لكن المشكلة أن الضغط كبير على البنية التحتية، وما يخلفه من مشكلات اجتماعية وأمنية، وهذا السبب وراء أن الأردن يطلب مساعدات من المجتمع الدولي في هذا الشأن.


وتابع جلالته "في الواقع لا يمكن أن نعيد الأطفال والنساء والجرحى وهم في حاجة ماسة للمساعدة، ولذلك سنواصل تحمل هذه المسؤولية".
وقال الرئيس أوباما في رده على ذات السؤال، "منذ بداية الوضع في سوريا كثفنا الجهود بسبب الحاجات الإنسانية، وترجم ذلك بالأفعال لا بالكلمات، وكما أشرت نحن أكبر دولة داعمة إنسانيا للشعب السوري، وعملنا بجد واجتهاد بالتعاون مع المجتمع الدولي للعمل على تنظيم المعارضة السورية.. وبسبب غياب المصداقية لدى المعارضة السياسية السورية، فإنه من الصعب علينا الوصول إلى تشكيل حكومة أكثر تمثيلا وشرعية في الداخل السوري".
وأضاف أن هذه المرحلة جعلتنا نهتم غالبا في التفاصيل اليومية، وقد ساعدت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلنتون بداية في قيادة الجهود التي نتج عنها مجلس متماسك للمعارضة السورية، والآن انخرط وزير الخارجية كيري بعمق في هذه الجهود، ونحن وفرنا، ولم نكتف بالكلام، الموارد وبناء القدرات للمعارضة السورية للمحافظة على روابطها في سوريا، ولتكون قادرة على تقديم خدمات مباشرة للشعب في الداخل السوري، بما فيها أنواع من جهود الإغاثة التي رأيناها ونراها هنا في الأردن، لكن هناك مجموعات كبيرة من المواطنين السوريين تشردوا داخل سوريا ويحتاجون إلى المساعدة.

واوضح الرئيس أوباما، أن أولويتنا في هذه المرحلة هي التأكد أن ما نفعله هو للإسهام في وضع حد لسفك الدماء بأسرع ما يمكن، والعمل في سياق متعدد الأطراف ودولي، لأننا نعتقد أن خبرتنا تظهر عندما نبادر ونعمل مع شركائنا الآخرين مثل الأردنيين، والأتراك، والأطراف المهتمة الأخرى في المنطقة، فإن النتائج ستكون أفضل.
وقال "نحن ماضون في التشاور عن قرب مع الجميع في المنطقة، ونعمل كل ما بوسعنا للوصول إلى وضع حد لسفك الدماء، وتمكين الشعب السوري من التخلص من القائد الذي فقد شرعيته، وسمح بارتكاب المجازر بحق شعبه. وكلي ثقة أن الأسد سينتهي والسؤال الآن هو متى سيحدث ذلك؟".
وأضاف "علينا أن نفكر فيما سيتبع هذا الأمر، وكيف سيتم بطريقة تخدم الشعب السوري، وإذا ما فشلنا في إيجاد نموذج للعالم العربي يستطيع من خلاله الناس بغض النظر عن انتماءاتهم سواء أكانوا سنة أم شيعة أو علويين أو دروز، فإن المشكلات ستستمر بالحدوث مرة تلو الأخرى، وإنني على قناعة بأن جلالة الملك والشعب الأردني يدركان هذا الأمر".
وفي معرض إجابته على سؤال حول إذا ما زال الأردن على استعداد لتقديم حق اللجوء إلى الرئيس السوري، قال جلالة الملك "أعتقد بأن السؤال حول اللجوء هو أمر على الرئيس الأسد أن يجيب عليه بنفسه"، مضيفا أن هذا الأمر إذا ما ظهر فإنه يمكن مناقشته على مستوى المجتمع الدولي".
وفي رد للرئيس أوباما على سؤال حول فترة ما بعد الأسد، وفيما إذا كان يشعر بالقلق من أن المتطرفين قد يكون لهم موطئ قدم قوي في سوريا بعد رحيل الأسد، قال الرئيس أوباما، "إنني قلق جدا حول الوضع في سوريا، وأن يتحول هذا البلد إلى موطئ قدم للتطرف الذي يعتاش على الفوضى وفراغ السلطة".وأضاف أنه من الضروري أن يعمل المجتمع الدولي للمساعدة في تسريع عملية الانتقال السياسي، حتى تتمكن الدولة السورية من الاستمرار، ويتم إعادة بناء المؤسسات، وتفادي الانقسامات الطائفية.

وقال الرئيس أوباما، إن الولايات المتحدة لا تستطيع القيام بهذا الأمر منفردة، معربا عن ادراكه بأن الوضع في سوريا ومع كل ما يمكن القيام به سيكون صعبا، وهذا ما يحدث عندما يكون هناك قائد مثل الأسد متمسك بالسلطة أكثر مما يعنيه تماسك البلد، والاهتمام بشؤون الناس.
وبين أنه من المحزن جدا أن ترى صور الأطفال والنساء يذبحون، مؤكدا ثقته بأن ما يتطلع له الشعب السوري في النهاية ليس استبدال نظام قمعي بآخر، بل استبدال النظام الاستبدادي بالحرية، والديمقراطية، والقدرة على العيش والبناء مع بعضهم البعض.
وحول الاتصال الهاتفي الذي جرى بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أروغان خلال زيارة الرئيس الأميركي إلى إسرائيل ضمن جولته الحالية في المنطقة، قال الرئيس أوباما،" كما قلت فإن في مصلحة إسرائيل وتركيا استعادة علاقات طبيعية بين البلدين، والتي انقطعت قبل عدة سنوات، وقد أكدت للطرفين بأنه ليس من الضرورة الاتفاق على كل شيء ليكون هناك تواصل بينهما".وزاد " خلال زيارتي الأخيرة لإسرائيل اتضح بأن الوقت كان مناسبا لحدوث المكالمة، ومن حسن الحظ أنهما بدءا عملية إعادة العلاقات بين دولتين مهمتين في المنطقة، وهذه البداية فقط، فكما قلت سيكون هناك اختلافات جوهرية بين الطرفين، ليس فقط تجاه القضية الفلسطينية، ولكن حول العديد من القضايا الأخرى .. لكن هناك الكثير من المصالح المشتركة بينهما، وهما شريكان أساسيان، وصديقان للولايات المتحدة، التي من مصلحتها أن تبدأ هذه العملية، وأن تعود العلاقات إلى سابق عهدها، وأنا سعيد بحدوث ذلك".
 

زيارة باراك اوباما الى الأردن

WqMDIjPow74